الأنشطة الفنية الثقافية والترفيهية بالمؤسسات السجنية 


   تعد الأنشطة الفنية والترفيهية من الوسائل الهامة المكملة للبرامج الاصلاحية والتربوية بالمؤسسات السجنية، وبالتالي تلعب دورا هاما في تأهيل النزلاء اجتماعيا لمساعدتهم للعودة إلى الاندماج في المجتمع،خصوصا اذا تكاملت  وتلك البرامج التي سبقت التطرق إليها سابقا(التكوين المهني والتعليم والرعاية الصحية ..).

     تثمتل هده الأنشطة في مجموعة من الأشكال والممارسات الفنية والثقافية والتي تنظم لفائدة النزلاء في إطار برنامج المسابقات السنوية ومن بينها الفنون التشكيلية والخط العربي،حيث يتولى الموظف المكلف بالأنشطة تنظيم محترفات فنية وأوراش لفائدة النزلاء بمناسبة الأعياد الدينية والوطنية،وكذا الأيام الوطنية والدولية حول تيمات موضوعاتية من قبيل اليوم الوطني للسلامة الطرقية أو الاحتفاء بتنظيم المغرب لمؤتمر كوب 22بمراكش وكذلك  بتنسيق مع مديرية الثقافة محليا ومع جمعيات المجتمع المدني  المهتمة بالميدان.

        كما تقام مسابقات على الصعيد المحلي،الجهوي والوطني في مجال المسرح ،بواسطته يعبر النزلاء الأحداث على ملكاتهم التعبيرية كونه وسيلة تربوية تساهم ايجابيا في تعديل سلوكهم من خلال بعث الإحساس بالمتعة وروح المرح،كما يعتبر وسيلة تدريب النزيل على العمل والسلوك الجماعي ووسيلة لتحقيق التكيف الاجتماعي لكونه يمنحه فرصا في بناء العلاقات الاجتماعية والشعور بتحمل المسؤولية ولا تعد هذه الأنشطة نشاطا عابرا  ولا أثر له ،بل تقوم بوظيفة تأهيلية سيما حين تكون وفق برنامج مدروس ومحدد الأهداف،حيث توظف في التدريب على الإبداع والتنظيم وتوزيع المسؤوليات والبرمجة والتنسيق والإشراف وتنمية الروح الجماعية والمواهب الذاتية  وفنون القيادة وضبط النفس واحترام الآخرين والانتقاد الذاتي،وكي تتحقق أهداف الترفيه التعليمية والتأهيلية يجب توفير العنصر البشري المدرب تدريبا عاليا على تنظيم وقيادة هذه النشاطات.

 وقد دعت القاعدة 78 إلى تنظيم أنشطة ترويحية وثقافية حرصا على رفاه السجناء البدني والعقلي،وهو المنحى الذي أعتمده المشرع المغربي في مواده من 126الى 131 حيث نص في مضمونها  على الاهتمام بتنمية هوايات النزلاء في مختلف المجالات من مسرح وموسيقى ورسم وتنظيم عروض ترفيهية وتربوية وفنية داخل المؤسسات السجنية بمساهمة أشخاص أو فرق من خارج المؤسسة،كما سمح المشرع كذلك باستعمال أجهزة التلفاز لفائدة النزلاء وأباح لكل نزيل اقتناء جهاز راديو،ناهيك عن الاهتمام بالتربية الفنية للنزلاء عن طريق تكوين الفرق المسرحية وفرق الفنون الشعبية وغيرها، وتهدف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج تحقيق جملة من الأهداف من قبيل:

-توسيع دائرة السجناء المستفيدين

- تثمين وإبراز مؤهلات ومقدرات النزلاء في المجالات المذكورة

- إذكاء روح المنافسة بين النزلاء في إطار تربوي هادف.

- تنمية روح الجماعة والتعاون وروح الفريق.

- تنمية المهارات الإبداعية وتقدير الذات لدى السجناء.

واعتبارا لهده الأهداف  تحرص المندوبية العامة  على تسخير كل ما تملك من جهد وإمكانيات لتوفير الظروف الملائمة لممارستها داخل السجون وإشراك أكبر عدد من السجناء فيها،وذلك وفق البرنامج السنوي القار الذي يتم إعداده وتنفيذه مع بعض الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين نظرا لأهمية المقاربة التشاركية في إنجاح البرامج التأهيلية الموجهة للسجناء ، حيث  يتم العمل على تهيئة المرافق الملائمة  من حيث البنية التحتية والتجهيزات وتوفير التأطير اللازم.


4 تعليقات

  1. شكرا اخي اريد فقط ان نصبح شركاء وان تصبح كاتب عندي ليس كل الوقت بل حوالي مقالة في الاسبوع ارجو ان تقبل اخوك من الجزائر
    الجزائر والمغريب خاوة صح ولا لالا

    ردحذف
  2. بالفعل نحن اخوة وفقك الله لا تنسى تغيير قالب مدونتك لانني بحاجة الى تغيير قالبي كذلك بالتوفيق اخي

    ردحذف
    الردود
    1. هل تريد الدخول معي ك كاتب ابعتلي ايميل

      حذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم