العناية الملكية لتأهيل المؤسسات السجنية التأهيل السوسيو-اقتصادي و الأمن الصحي 

إن الحرص والعناية الساميتين التي يوليهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لقضايا إصلاح العدالة بشكل عام والسجون بشكل خاص تنم عن حرص إنساني كبير و تقدير عال لقيم العدالة وحقوق الإنسان، وتنبع من إرادة جلالته بناء مجتمع سليم وآمن من خلال محاربة الظواهر الاجتماعية السلبية بحكمة وتبصر، وجعل الإصلاح والتأهيل عنصرين موازيين لعملية النهوض الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده المملكة تحت القيادة النيرة لجلالته، وهو ما يؤكد في خطابه حيث يقول : <<... إن بناء دولة المؤسسات القوية بسيادة القانون وعدالة القضاء... يتطلب نهج سياسة جنائية جديدة تقوم على مراجعة وملائمة القانون الجنائي والمسطرة الجنائية ومواكبتها للتطورات بإحداث مرصد وطني للإجرام، وذلك في تناسق مع مواصلة تأهيل المؤسسات الإصلاحية والسجنية ...>>.

وتجدر الإشارة إلى أن الاهتمام الملكي ليس وليد اليوم بل هو حاضر منذ تولي جلالته عرش أسلافه المنعمين، إذ بادر جلالته سنة 2001 إلى إنشاء تعنى بإعادة إدماج السجناء، تحمل اسمه الشريف ويرأس فعليا مجلسها الإداري.

وتواصلت العناية المولوية من خلال الحرص الوطيد لجلالته على تتبع تنفيذ البرامج المسطرة من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء في سياق دعم مجهودات المندوبية العامة على مستوى مهامها المرتبطة بالتأهيل لإعادة الإدماج، وقيام جلالته بزيارات متكررة للمؤسسات لتفقد أحوال رعاياه من السجناء.

 تنفيذ برنامج إعادة الإدماج السوسيو-اقتصادي 

في إطار الرؤية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله في مجال تأهيل المعتقلين لإعادة الإدماج، فقد أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده خلال زيارته الميمونة للسجن المحلي العرجات 1، على تدشين المركز البيداغوجي وذلك من أجل تمكين نزيلات ونزلاء المؤسسة من اكتساب مهارات وخبرات تتيح تسهيل اندماجهم ضمن النسيج السوسيو-اقتصادي بعد معانقتهم بعد الإفراج عنهم ؛ وتندرج هذه المبادرة السامية في سياق تنفيذ برنامج إعادة الإدماج السوسيو-اقتصادي للسجناء في إطار الشراكة بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.

 تأهيل وتشغيل النزلاء في صلب الاهتمامات الملكية 

إن الزيارات الملكية السامية للمؤسسات السجنية في جميع تراب المملكة ؛ يأتي في سياق تنفيذ برنامج إعادة الإدماج، وقد عبر عن ذلك جلالة الملك من خلال مبادراته السامية ويتجلى بعضها في إشرافه شخصيا على إعطاء انطلاقة برنامج دعم المقاولات الصغرى والتشغيل الذاتي لفائدة السجناء المفرج عنهم الذي يتضمن تقديم دعم مالي أو توفير التجهيزات للسجناء المفرج عنهم والحاملين لمشاريع فردية، مع مراعاة انسجام هذه الأخيرة مع تكوينهم ة وخبراتهم وحاجيات سوق الشغل بما يكفل تمكينهم من إدماج سوسيو-مهني ملائم عند إطلاق سراحهم.

من جانب آخر، قام جلالته بزيارة تفقدية لمختلف مرافق المؤسسة السجنية للوقوف على ظروف إيواء النزلاء، وعلى مستوى الخدمات المتوفرة لهم من تعليم وتكوين ورعاية صحية.

 تحقيق الأمن الصحي للسجناء ؛ تنفيذ برنامج إعادة الإدماج

إن المجهودات الجبارة التي تبذل لتنفيذ برنامج إعادة الإدماج، يعود الفضل فيها بالأساس إلى العناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وتتواصل الرعاية الملكية السامية لمجال تأهيل المعتقلين لإعادة الإدماج لتشمل الجانب المتعلق بالرعاية الصحية ومسألة تحقيق الأمن الصحي للنزلاء المؤسسات السجنية وتتبع حالتهم الصحية حتى بعد الإفراج عنهم، حيث ترأس جلالته مراسيم توقيع اتفاقيتين بشان تطبيب نزلاء المؤسسات السجنية والسجناء المفرج عنهم فبالقصر الملكي بالدار البيضاء مرفوقا بصاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى، يذكر أن الاتفاقية الأولى تجمع بين مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ومؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، بشأن الوقاية وعلاج داء السرطان لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية والنزلاء المفرج عنهم. أما الثانية فتجمع بين المندوبية العامة ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، ووزار الصحة وتروم تسهيل ودعم الخدمات الصحية لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية والنزلاء المفرج عنهم.

Post a Comment

أحدث أقدم