مكتب الاستقبال والتوجيه ودوره في حل نزاعات السجناء.
عندما تم احداث مكتب الاستقبال والتوجيه ضمن هيكلة المؤسسات السجنية خلال اليوم الدراسي الذي عقد بتاريخ 21أكتوبر2010بالمعهد العالي للقضاء وأسندت رئاسته الى المشرف الاجتماعي تحت اشراف مدير المؤسسة انما تم تفعيل المادة26من قانون 98/23المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات السجنية و المادة 134من المرسوم التطبيقي للقانون 98/23 التي تنص على أنه "يتعين على المشرف الاجتماعي فتح ملف لكل معتقل يضمن فيه وضعيته العائلية والاجتماعية وظروفه الشخصية .."


ففتح ملف اجتماعي لكل معتقل يمكن المشرف الاجتماعي من تتبع السجين والاحاطة بمختلف الجوانب التي تطبع شخصيته على المستوى الاجتماعي والنفسي والثقافي والوقوف على المشاكل التي يعانيها والصعوبات التي تعترض اعادة ادماجه في محيطه السوسيومهني ..كما أن المراقبة القبلية التي يتيحها القانون للمشرف الاجتماعي بخصوص الرسائل والشكايات التي يبعثها السجناء الى مختلف الجهات والمصالح تساهم بشكل كبير في معرفة مختلف الظروف المحيطة بالسجين ومنها نزاعاته مع مختلف الاشخاص والجهات.
وهكذا خول المشرع للمشرف الاجتماعي بمقتضى المادة132من المرسوم التطبيقي للقانون23/98 نوعا من الخدمة الاجتماعية لفائدة السجناء تهدف لحل نزاعاتهم وقد نصت هذه المادة على أنه" تهدف المساعدة الاجتماعية للمعتقلين الى اعانتهم على حل المشاكل الشخصية والعائلية والمهنية والمادية التي تنتج أو تتفاقم بسبب حرمانهم من الحرية وترمي الى مساعدة عائلاتهم اذا كانت في حاجة الى ذلك "
ورئيس مكتب الاستقبال والتوجيه هو المؤهل أكثر من غيره للقيام بمهمة الوساطة لحل نزاعات السجناء في الحدود التي يتيحها القانون دون المساس بالأمن والانضباط داخل المؤسسة أو التدخل في عمل باقي المصالح أو في سير الاجراءات القضائية كما تنص على ذلك المادة 135من المرسوم التطبيقي للقانون 98/23 .
من هنا تم التأكيد من خلال الدورية رقم 168 وتاريخ 28أكتوبر 2010المتعلقة بإحداث مكتب الاستقبال والتوجيه خاصة المادة الثانية من الاطار العام المحدد لمهام المكتب على أنه يقوم" بالمساهمة في تتبع بعض الحالات الصعبة واعمال الوساطة في حل بعض النزاعات " فإعمال أسلوب المرافقة والتتبع وتضمين جميع الملاحظات المتعلقة بذلك في الملف الاجتماعي للسجين يعطي صورة واضحة عن شخصية السجين والتطورات التي طرأت على سلوكه خلال فترة اعتقاله والوقوف على الجوانب السلبية منها لعلاجها والجوانب الايجابية لتثمينها ودعمها.
ومن بين المهام الموكولة لمكتب الاستقبال والتوجيه ومن خلاله للمشرف الاجتماعي كما نصت على ذلك الدورية السالفة الذكر ،القيام بدور "الوسيط بشأن بعض النزاعات الواقعة بين المعتقلين والتي يمكن حلها دون اللجوء الى معاقبة السجناء" فتعزيز الجانب الوقائي في تدبير فترة الاعتقال من بين الأهداف الكبرى التي أحدث من أجلها المكتب فاستخدام أسلوب الحوار والتفاهم والتفاوض

Post a Comment

أحدث أقدم