الشخصية الاحترافية

الشخصية الاحترافية 

إن دراسة موضوع الشخصية الاحترافية يعتبر من أصعب
الأمور التي يمكن أن تواجهنا نظراً لأنها تشتمل على الصفات والخصائص الجسدية والعقلية والوجدانية التي تتفاعل مع بعضها البعض داخل الفرد لتحدث أنواعاً متباينة من الأفعال والتصرفات داخل المسار العملي التي يعيش فيها الفرد وداخل بيئة العمل أيضاً.

 وتعتبر الشخصية الاحترافية من المتغيرات الذاتية الهامة- المتعلقة بالفرد ذاته – التي تؤثر في سلوكه وتصرفاته لذلك فقد حظي موضوع الشخصية باهتمام كبير من قبل العلماء السلوكيين، لأن فهم الشخصية الإنسانية أمر ضروري وحيوي لتفسير سلوك الفرد، والمساعدة في التنبؤ بهذا السلوك، ومن هنا لا بد أن يتوفر لدى المدير تفهماً واضحاً لشخصيات الأفراد الذين يعملون معه تبعاً للفروق الفردية بينهم ليتمكن من توجيههم وتحفيزهم وتشجيعهم والاستفادة منهم بكفاءة وفاعلية في تحقيق أهداف أي قطاع حيوي  معني.
وبناءاً على ما سبق، سوف نتناول في هذا المقال الموضوع التالي:
مفهوم الشخصية الاحترافية وفوائد دراستها.

 مفهوم الشخصية الاحترافية وفوائد دراستها: 

مفهوم الشخصية الاحترافية :
هناك صعوبات في تعريف الشخصية الاحترافية لأنها مكونة من العديد من العناصر البيولوجية والنفسية والبيئية كمفهوم شامل، وقد ترتب على ذلك ظهور تعاريف عديدة لمفهوم الشخصية، نتج عنه عدم وجود اتفاق على تعريف شامل للشخصية، وإنما هي جهود فردية من المهتمين اختلفت تعاريفهم باختلاف نظرتهم إليها، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الناس عامة وعلماء السلوك خاصة ينظرون إلى الشخصية ويعرفونها من منظور يختلف من شخص إلى آخر.
فشخصية الفرد كموظف السجن مثلا تلخص أسلوبه أو نمطه الشخصي في تعامله مع الناس و النزلاء والمواقف والمشاكل التى تواجهه ، وبالتالي فإن الشخصية يمكن التعامل معها على أنها نظام مفتوح يتداخل ويتأثر بالبيئة المحيطة به ".
وبالتالي قد نحديد أهم خصائص الشخصية الإنسانية من منظور مهني متداول في قطاع معاش كالمؤسسات السجنية.
الشخصية شيء مجرد غير ملموس: وأنها أمر بالغ التعقيد، وأنها تحدد سلوك الفرد تجاه نفسه والآخرين والمجتمع.
الشخصية نظام متكامل: حيث يتكون من عناصر عديدة جسمية ونفسية وانفعالية وشعورية ولا شعورية ذاتية، وتتفاعل هذه العناصر مع بعضها البعض ومع البيئة التي تكون هوية مميزة للموظف المهني.
التمييز : يعني أن لكل شخصية خصائص تميزها عن الآخرين، فمهما تشابهت صفاتنا كأفراد تظل هناك ميزات ملتصقة بكل فرد تجعله مختلفاً عن الآخرين، كما يوجد تباين أو اختلاف بين الأفراد في السمات الشخصية والحاجات والدوافع والاتجاهات والقيم، وأن شخصية أي موظف مهني تتميز عن باقي الموظفين الآخرين في المنظمة الواحدة .
.الشمول: يعني أن سمات الشخصية الإنسانية المتمثلة في نظام فريد تضفى على سلوكيات الفرد في جميع المواقف شمولاً متميزاً، وإنها التنظيم المميز للفرد في الاستعداد لمختلف المواقف ضمن سلوك عام وشامل هو هويته الشخصية.

.تتصف الشخصية بنوع من الثبات أو الاستقرار النسبي: ومع ذلك فإن الشخصية متطورة لأن الموظف المهني يعيش ويواجه ظروفاً متغيرة، مما يتطلب تعديل شخصية وسلوكه بما يتوافق مع متطلبات البيئة .
.الشخصية يصعب تحديدها وقياسها كمياً: لأن عناصرها غير ملموسة ومتغيرة باستمرار، لذلك يصعب التنبؤ بأن الأفراد المتماثلين في الصفات الشخصية سوف يكون سلوكهم واحد عندما يتعرضون لنفس الموقف أو المشكلة.

 فما الفائدة إدن فوائد دراسة الشخصية: 

إن الشخصية هي عبارة عن السلوكيات المميزة للفرد، كما يتأثر السلوك بعاملي البيئة والوراثة وبيئة العمل من أهم العوامل التي تتأثر بها شخصية الموظف، لذلك فإن دراسة الشخصية بعواملها وكشف الجوانب الغمضة منها يعتبر على درجة من الأهمية للإدارة لكي يمكنها من التعامل مع شخصيات موظفيها بطريقة تحقق أهدافها وتصل للنتائج المرجوة في إطار هذا التنظيم، لذلك يجب دراسة الشخصية للتعرف على بعض الجوانب المهمة فيها، حتى تتمكن الإدارة من التعامل مع تلك الشخصية بالطريقة التي تحقق الفائدة المتوقعة من الفرد داخل التنظيم.