دور المجتمع المدني و الاسر في انجاح البرامج التأهيلية بالوسط السجني 

 


         إشراك المجتمع المدني في البرامج

أصبح الحديث عن المجتمع المدني يكتسي أهمية بالغة نظرا للدور الحيوي الذي يقوم به والحركية التـــــــــــــي يعرفهـــــــا على جميع المستويات بشكل طبيعي وبحريـــــــة بعيدا عن أي تـــــــأثيــــر عن سيادة الـــــدولة.

فالمجتمع المدني عبارة عن مجموعة من الفعاليات غير الحكومية من شخصيات ومنظمات وهيئات ونقابات وجمعيات التي تسعى إلى الرفع من مستوى الحياة العامة للمواطنين في كل المجالات ،وباعتبار النزلاء هم كذلك مواطنين يتمتعون بالكرامة الإنسانية التي لا تجردهم منها الأحكام القضائية السالبة للحرية، فقد أصبح من الضروري الاعتناء بهذه الشريحة من طرف هيئات المجتمع المدني من خلال إبرام شراكات مع المؤسسات السجنية وإعداد برامج موازية في مختلف الأنشطة وذلك لتعويض النقص الذي يمكن أن يحدثه غياب القطاعات الحكومية ذات الصلة بالفضاء السجني ، ويعتبر تقديم الدعم في مجال الصحة النفسية والسلامة البدنية والتكوين والتثقيف والتعليم والرعاية اللاحقة وكذلك تمتين التواصل العائلي والإنصات لأسر النزلاء والمساعدة القانونية والوساطة في تدبير النزاعات من الأمور التي تحفز على تحقيق أهداف الإصلاح ويكون بذلك المجتمع المدني قد أسدى خدمة مهمة لشريحة من المجتمع وساهم بذوره في العملية الإدماجية.

 

       إشراك العائلات في البرامج 


               لا يمكن تصور نجاح مشروع التههيىء لإعادة الإدماج بدون إشراك الأسرة في العملية الإدماجية التي تنطلق عند استقبال النزيل إلى الإفراج عنه واستلام ملفه من طرف مركز المصاحبة وإعادة الإدماج الذي يبدأ  معه  من جديد من حيث انتهى المكلفون بتتبعه ومصاحبته داخل السجن ،فإشراك الأسرة مثلا في الأبواب المفتوحة للتكوين المهني الهدف منه مساهمة العائلة في تقديم النصح والتوجيه لابنها ليكون الاختيار صائبا وملائما ولتفادي ظاهرة الهدر المدرسي حيث يتم تعريفهم على مختلف الشعب المتوافرة بالمركز البيداغوجي والمؤهلات المطلوبة لكل شعبة وكذا الأفاق المستقبلية لكل حرفة بعد الإفراج. ونفس العملية تتم كذلك في البرامج التعليمية وكذا في الأنشطة الاجتماعية حيث يدلي الآباء كذلك بدلوهم حول البرامج التي يرونها مفيدة لأبنائهم في إطار الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية التي يتم تنظيمها بشراكة مع الجمعيات المهتمة والقطاعات الحكومية ذات الصلة.

                                                                                 المواكبة الاجتماعية والنفسية

عندما يودع النزيل في السجن ،يشعر بان المجتمع قد لفظه، ويحس بانه اصبح شخصا غير مرغوب فيه لذلك يتولد لديه احساس بالاغتراب وهذا الاحاسيس تولد لديه صراعات نفسية وتوترات داخلية قد تساهم في كثير من الاحيان في جعله يصبح اثناء الاعتقال وبعد الافراج  عنه شخصا اكثر عداء للمجتمع واكثر كرها ورغبة في الانتقام منه، كرد فعل لما كان يعيشه من احاسيس داخل السجن  لذلك فان عملية استقبال النزيل يجب ان تعمل على اعداده لتقبل واقع وظروف الحياة الجديدة التي سوف يعيشها داخل السجن ومساعدته على التكيف معها والاقتراب منه لتفهم مشاعره ومشاكله ومساعدته على تجاوزها.من خلال المصاحبة الاجتماعية التي تقتضي التواصل الدائم وتتبع كل مشاكله عبر ألية الانصات لدراسة احواله واحوال اسرته واتاحة سبل الاتصال بها بالإضافة الى تقديم له مجموعة من الخدمات بهدف اعانته على حل مشاكله العائلية والمهنية والادارية.

فالمديرية الجهوية في اطار مهامها المتعلقة بالتتبع والمراقبة  تحرص على أن تقوم  المؤسسات السجنية بتنفيذ المساطر الاجرائية المتعلقة بعملية الاستقبال والتوجيه مرورا بالمصاحبة الاجتماعية اثناء تنفيّذ العقوبة الى التهييىء للأفراج  ومعانقة الحرية  بتنسيق مع مركز المصاحبة لإعادة إدماج السجناء .

1 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم